بركان صغير أعاد أوروبا سنوات للوراء

قال الله تعالى “..وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر” المدثر 31



قال الله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 53) فُصلت

من نعم الله تعالى ان تحصل البراكين، لتظهر للانسان مدى قدرة الله الكامنة في الطبيعة حتى يلتفت اليها ويعتبر بها، ويترك الأمور التي فوق طاقته لتسير وفق مشيئة الله تعالى، حيث ان البراكين والزلازل والأعاصير كلها جند من جنود الله و لا يملك الانسان نحوها الا التسليم لها والعمل لما بعدها..

ولم يتوقع أحد ان يغير انفجار احد براكين ايسلندة ، تلك الجزيرة المتجمدة النائية في شمال المحيط الاطلسي ، حياة الملايين على وجه الأرض وبهذا الشكل المفاجئ. لكن البركان الذي ثار قاذفا رماده المكون من صخور واتربة وغازات الى ارتفاع عشرات الكيلومترات في الغلاف الجوي ليشكل سحابة سوداء ، دفعتها الرياح نحو شمال ووسط اوروبا ، حقق ما لم تحققه اي ظاهرة طبيعية أوبشرية منذ اختراع الطيران قبل اكثر من قرن.



فقد شلت حركة الطيران التجاري في معظم دول اوروبا الغربية ، وجثمت آلاف الطائرات على ارض مطارات هي الأكثر ازدحاما في العالم ، وعلق ملايين المسافرين وساد المجال الجوي الأوروبي سكون غريب. وطالما استمر البركان الغاضب ينفث رمادا ونارا وكبريتا ، تحمل سحبه السوداء الرياح الشرقيه الجنوبية الى القارة الاوروبية فان الأزمة باقية ، وهي الآن تهدد الاقتصاد العالمي بكارثة لم تكن في الحسبان.

فقد سبب رماد البركان الآيسلندي شركات الطيران حوالي 200 مليون دولار من الخسائر يوميا



ببساطة ، نحن نشهد ظاهرة من ظواهر القدرة الإلهية باتت تؤثر على حياة مئات الملايين من البشر ، وربما تتجاوز تبعاتها الاقتصادية والمالية طاقة اعتى الاقتصادات.

بل ان استمرار الظاهرة لأايام واسابيع اخرى قد يجعل من ويلات الأزمة المالية ، التي وقعت قبل عامين ويحاول اقتصاد العالم الخروج منها ، حدثا هامشيا.



ليس من السهل تصور تداعيات اغلاق عشرات المطارات في اوروبا لنحو اسبوع وربما أكثر. وحتى ان انتهت الأزمة قريبا فان آثارها على قطاع الطيران العالمي وقطاعات اخرى كالسياحة والفندقة والمعارض والتجارة ستستمر لفترة طويلة. وهناك من يجزم بان بركان ايسلندة اجهض فرص التعافي الاقتصادي العالمي وقد يدفع بالعالم مرة اخرى نحو حافة الكساد.



مشكلة بركان ايسلندة انه يقع ضمن سلسلة براكين نشطة على تلك الجزيرة التي كانت اول من عانى من تبعات الأزمة المالية العالمية. ويتخوف العلماء من ان تحفز ثورة هذا البركان الصغير نسبيا براكين أكبر تشاركه المجال الجيولوجي تحت الأرضي.

وعندما ثار هذا البركان قبل نحو مائة وخمسين عاما استمر بلفظ الحمم والاتربة لأكثر من عام. ولنا ان نتخيل ما سيحدث لأوروبا والعالم اذا ما امتد نشاط بركان ايسلندة الهائج لاسابيع أو أشهر قادمة،.



تعيش اوروبا اليوم زمن ما قبل الطيران ، لكنها ترتد بسرعة الى شبكة مواصلات عتيدة اخرى ، كالقطار والحافلات والعبارات والسفن ، تتيح للحياة الاستمرار ولو بوتيرة مختلفة. ولو وصلت سحب البركان الثائر الى سمائنا واجبرت طائراتنا على الهجوع ، لا سمح الله ، لكانت معاناتنا اشد. كما ان استمرار ثورة البركان لفترة طويلة له تأثيرات على الانسان والبيئة والطقس وحرارة الأرض.



عند الشعوب الأولى كان البركان ، أو فولكانو نسبة الى “فولكن” آلهة النار الرومانية ، يشير الى غضب سماوي. وقد تسببت البراكين بكوارث عظمى لعل اشهرها انفجار بركان جبل “فيزوف” في ايطاليا عام 79 ميلادية والذي طمر مدينة “بومبي” تحت ملايين الاطنان من الحمم والاتربة والصخور. وفي منطقتنا هناك براكين خامدة واخرى نشطة جزئيا خاصة في الصحارى والجبال الممتدة من تبوك وحتى المدينة المنورة والى سواحل البحر الأحمر في جنوب الجزيرة العربية.



الأرض ليست هامدة كما يظن البعض ، وفي جوفها الملتهب صخب وضوضاء ونار وحمم. بركان ايسلندة يحمل عظات لبني البشر ولحضارتهم التي كبت بعد ان قذفت الأرض ببعض ما في داخلها”.

هذا وبعد أن رأينا وسمعنا عن الحصار الطبيعي الذي حل في سماء القارة العجوز.



ما علينا إلا ان نرجع بذاكرتنا الى الحصار على العراق الذي دام 10 سنوات و لننظر الى حال غزة والتي اودت بحياة ملايين من المسلمين بلا رحمة .

اسرفوا يقوتهم وقتلوا بحصارهم المسلمين بحجة الظلم و البطش على المستضعفين , فلننظر ان هذا الحصار الطبيعي يستمر سنة ماذا سوف يحدث لحياتهم وهل سوف تنفعهم تقنياتهم التي بطشوا فيها ؟!

فاللهم ارفع مقتك وغضبك عن المسلمين واحفظهم بقوتك كما حفظت الأولين .